نصائح لحياة أفضل

ما هو حكم الكذب بين الزوجين وهل يجوز للزوج أن يجبر زوجته على العمل خارج المنزل؟

الكذب بين الزوجين

لا يجوز الكذب إلا عند الضرورة، كالأحوال الثلاثة المذكورة في الحديث، أحد الأحوال الثلاثة هو الكذب على زوجك، وهذا جائز بين الزوجين.

على سبيل المثال عندما يقول للآخر أنا أحبك، في حين أنه في الواقع لا يحبك، أو عندما تطلب منه شيئًا ولا يستطيع إحضاره لها، لكنه لا يزال يقول سأحضره لك ، وهذا فقط لإرضائها وإسعادها.

وجاء في “إحياء علوم الدين” للإمام الغزالي (ج3، ص 120) أن ابن أبي ذره الدوعلي حلف لامرأته أن تريه هل تحبه أم لا، فأخبرته أنها لا تحبه.

فتجادلا، وذهبا إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فسألها: هل قلت أنك تكرهين زوجك؟ قالت: نعم، لأنه استحلفني بالله، أكذب يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم، كذبه، فإذا كان أحدكم لا يحب الآخر فلا تخبروهما بذلك، فإن القليل من البيوت تبنى على الحب.

وذكر القرطبي في تفسيره (المجلد 5 صفحة 209) قصة عبد الله بن رواحة الذي كذب على زوجته حين رآها تحمل سكينا لتطعنه، كما رأته يجامع جاريته.

فقرأ لها شعراً فقال لها إنه قرآن ، والنجس لا يستطيع قراءة القرآن، فلما سمع النبي ﷺ بذلك ضحك حتى ترى نواجذه. وقد ذكر ابن القيم هذه القصة أيضاً في كتابه “ غاية اللحفان ص 208، 257”.

ومن هذا نتعلم أن الكذب بين الزوجين محدود جداً، فقط فيما يقوي العلاقة بينهما، ويحافظ على الاستقرار في الأسرة.

أما الكذب في الأمور التي تهدد وحدة الأسرة، كأن يدعي الزوج أو الزوجة ابتعاده عن المنزل أن يكون ذلك بسبب العمل، بينما يكون له علاقة غير مشروعة خارج نطاق الزواج.

وهذا النوع من الكذب محرم قطعا ومن أجل هذا وأمثاله، حث الإسلام على الاهتمام بالدين عند المرأة والرجل عند البحث عن الزواج، والنصوص في ذلك معروفة.

هل يجوز للزوج أن يجبر زوجته على العمل خارج المنزل؟

في البداية نود أن نشير إلى أن زواج الرجل والمرأة في الإسلام ليس مجرد ترتيب مالي وجسدي للعيش معًا، بل هو عقد مقدس، هبة من الله، لعيش حياة سعيدة وممتعة و لإنجاب أطفال.

إن الهدف الرئيسي للزواج في الإسلام هو تحقيق الطمأنينة والرحمة بين الزوجين.

ولتحقيق هذا الهدف الأسمى، حدد الإسلام واجبات وحقوق معينة للزوج والزوجة.

ويتحمل الزوج مسؤولية النفقة الكاملة للزوجة، ويجب عليه القيام بها بكل سرور، دون لوم أو أذى أو تعالي.

يقول الله تعالى:﴿ لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا ﴾ (الطلاق: 7) وعليه، فلا يحق للزوج أن يجبر زوجته على العمل في الخارج لقضاء احتياجات بيت الزوجية الضرورية أو غير الضرورية.

ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يساعد زوجاته في أعمال البيت، ولم يكن يعملن حتى خارج البيت.

يجب على أي زوج أن يساعد زوجته في المنزل ولا يتوقع منها أن تفعل كل شيء وهذا صحيح أكثر عندما تعمل خارج المنزل.

إذا كان يعتقد أن دخلها الإضافي سيجعلهم أكثر سعادة لكنه لا يساعدها في المنزل بحيث ينتهي بها الأمر في وظيفتين بدوام كامل (داخل وخارج المنزل)، فمن المرجح أن يجد زوجته متعبة ومتوترة للغاية.

فإذا أراد أن تشاركها في العمل خارج المنزل، فعليه أن يشاركها العمل في الداخل بالتساوي ويقول الدكتور رفعت فوزي أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة: “وينبغي أن يكون واضحاً أن مسؤولية توفير بيت الزوجية هي من واجبات الزوج.

وليس على الزوجة أن تعمل على توفير البيت حتى لو كانت هناك حاجة لذلك ولذلك لا يجوز للزوج أن يجبر زوجته على العمل من أجل الإنفاق على احتياجاتها الضرورية، فضلاً عن غير الضرورية.

ولكن الزوجة مشكورة إذا تعاونت مع زوجها بملء إرادتها، ووافقت على العمل في عمل مناسب لمساعدة زوجها في الإنفاق على البيت، أو في قضاء الحاجات الضرورية أو المباحة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم مانع أعلانات

الرجاء أيقاف مانع الأعلانات ليظهر لك الموقع