أخبار عالمية

مصر تحقق معدل بطالة منخفضًا تاريخيًا وسط التحديات الاقتصادية

تمكنت مصر من خفض البطالة إلى أدنى مستوى تم تسجيله في تاريخها على الرغم من التحديات الاقتصادية التي تواجهها.

 ووفقا لبيانات البنك الدولي ، انخفضت نسبة المصريين العاطلين عن العمل ولكنهم مستعدون ويبحثون عن عمل من 7.1% في الربع الأول من عام 2023 إلى 7% في الربع التالي، بانخفاض قدره 0.1%.

لكن، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري ، ارتفع معدل البطالة من 7.2% في الربع الثالث من 2022 إلى 7.4% بنهاية العام.

البطالة هي مؤشر رئيسي على مدى الأداء الاقتصادي لبلد ما وشعبه، ويتم تعريفها من قبل البنك الدولي على أنها النسبة المئوية للقوى العاملة العاطلين عن العمل والذين يبحثون عن عمل.

وارتفعت قوة العمل بنسبة 1.3% في الربع الثاني من 2023، لتصل إلى 30.969 مليون نسمة، مقارنة بـ 30.571 مليوناً في الأشهر الثلاثة السابقة، بحسب تقرير الجهاز المركزي للإحصاء. 

وبلغت قوة العمل الحضرية 13.375 مليون شخص بينما بلغت قوة العمل الريفية 17.594 مليون شخص. 

وتتكون القوة العاملة من 25.514 مليون رجل و5.455 مليون امرأة.

وكانت الزيادة في القوى العاملة مسؤولة عن زيادة التوظيف بمقدار 400 ألف خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وبحسب المتحدث باسمها عبد الوهاب خضر، اتخذت وزارة العمل عدة إجراءات لمعالجة البطالة. 

وأوضح لـ DevelopmentAid أن الأولوية الرئيسية هي حماية الوظائف الحالية ومنع العمال من أن يصبحوا عاطلين عن العمل. 

وكشف أيضًا عن تخصيص الحكومة 5 مليارات جنيه لدعم العمالة غير المنتظمة خلال الجائحة، منها 1.8 مليار جنيه للعمالة غير المنتظمة التابعة لوزارة العمل، و1.6 مليار جنيه للموظفين الذين لم يتلقوا رواتبهم، خاصة في قطاع السياحة.

وقال خضر إن الوزارة ساعدت 11 ألف شخص من ذوي الإعاقة في العثور على وظائف في القطاع الخاص منذ بداية العام، مضيفا أن وزارة العمل وظفت 28 ألف شخص من ذوي الإعاقة خلال السنوات العشر الماضية.

وأضاف أن الوزارة أنشأت 75 مركزاً للتدريب المهني، الثابت والمتحرك، لتقديم دورات مجانية للشباب في المهارات الأساسية مثل السباكة والكهرباء والخياطة والتطريز.

وقال الدكتور محمد البهواشي، أستاذ الاقتصاد بجامعة السويس، إن مشروعات البنية التحتية القومية لعبت دورا رئيسيا في الحد من تأثير الأزمات الاقتصادية وأزمات الموارد البشرية التي كان من الممكن أن تؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة.

 وأضاف أن هذه المشروعات أدت إلى تحسين الأداء الاقتصادي والقدرة التنافسية لمصر وجذب المزيد من الاستثمارات إلى مختلف القطاعات.

ووفقا له، فإن المشروعات القومية استوعبت العديد من العمالة، بما في ذلك أولئك الذين تم تسريحهم من القطاعات الأخرى، مما ساعد على استقرار معدل البطالة في مصر. 

وذكر أيضًا أن توسع الصادرات المصرية غير النفطية والصناعات التحويلية عزز نشاط الإنتاج الصناعي وخلق المزيد من فرص العمل.

وقال البهواشي إن ثقافة المواطن المصري في قبول أي وظيفة حتى لو لم تكن مرتبطة بمجال دراسته الأكاديمي بهدف تأمين دخل معيشي، ساهمت أيضاً في استقرار معدلات التوظيف بشكل عام.

وأكد أنه في حين أن المشاريع الوطنية توظف العديد من الأشخاص، إلا أنها لم تتمكن من توظيف جميع الخريجين، مما يجعل من الضروري للقطاع الخاص توفير مجموعة واسعة من فرص العمل. 

وأضاف البهواشي أن الحكومة تركز حاليا على تعزيز المشاركة والمساهمة الاقتصادية للقطاع الخاص.

سلط تقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ، التابع لمجلس الوزراء، الضوء على تأثير المشاريع الوطنية الكبرى على سوق العمل. وتتميز هذه المشاريع، التي تقودها الدولة في مختلف القطاعات، بكثافة العمالة وخلق العديد من فرص العمل. 

على سبيل المثال، في القطاع الزراعي، نجح مشروع الدلتا الجديدة في زراعة 669 ألف فدان (الفدان يساوي 0.42 هكتار) من أصل 2.8 مليون مقترح، وسيولد حوالي 5 ملايين فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بحلول عام 2025.

وتشمل المشاريع الأخرى مشروع توشكي مع 180 ألف فدان من أصل 1.1 مليون، ومشروع تنمية شبه جزيرة سيناء بـ 285 ألف فدان من أصل 1.1 مليون.

وقال البهواشي إن معدل البطالة عام 2023 سيكون الأدنى منذ أكثر من ثلاثة عقود بناء على تحليل طويل المدى. 

وأرجع تعافي الاقتصاد المصري من التسعينيات إلى عام 2010 إلى تخفيف عبء الديون، وزيادة السياحة، وارتفاع أرباح قناة السويس، وزيادة التحويلات المالية من المصريين الذين يعيشون في الخارج.

 وأضاف أن هذه العوامل أدت إلى تحقيق معدل نمو اقتصادي بلغ 7.2% في عام 2008.

ومع ذلك، لم يترجم ذلك إلى انخفاض معدلات البطالة التي ظلت مرتفعة عند 8-11% خلال تلك الفترة.

 أطلق على هذه المرحلة اسم “النمو بدون وظائف” حيث لم يكن النمو الاقتصادي مفيدًا على قدم المساواة لأسواق العمل.

 وأرجع ذلك إلى عدم التوافق بين مخرجات التعليم والتدريب واحتياجات سوق العمل مما دفع الناس نحو القطاع غير الرسمي.

شهدت الفترة من 2011 إلى 2014 تراجعا في الاقتصاد المصري بسبب الاضطرابات الداخلية. 

وانخفض معدل النمو إلى 1.8% مما أثر على وضع العمالة ودفع معدل البطالة إلى 13% في عام 2013.

وكان القطاع الخاص متردداً في الانخراط في الأنشطة الاقتصادية بسبب عدم اليقين بشأن المستقبل، وضعف البنية التحتية، وبيئة الأعمال غير المواتية. .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم مانع أعلانات

الرجاء أيقاف مانع الأعلانات ليظهر لك الموقع